الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ -
المقالات

إيضاح خطأ البيان المنسوب إلى مجموعة من أهل دماج

2014/06/01

 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.

أما بعد:

فقد اطلعت اليوم الثاني من شهر شعبان عام (1435هـ) على منشورة بعنوان: (بيان صادر عن مجموعة من أهالي وأعيان منطقة دماج حرسها الله تعالى لم تذكر أسماءهم، ذُكر فيه أن الأخ محمد الحكمي تطاول فيه على أبناء دماج بالقدح والذم؛ منها: رميهم أنهم أعداء الدعوة، وأنهم حزبيون، ومفتونون، وأن هذا كان بإيعاز وسكوت ومباركة مني).

والجواب: إنني لم أسمع بهذا الكلام المنسوب إلى الأخ الفاضل محمد الحكمي إلا من هذه المنشورة ، وهو وإن حصل منه خطأ كون ابن آدم خطاء كما في الحديث فله منا النصح حتى يعتذر عن خطأه، ولا حاجة إلى هذه التوسعات كلها. وادعاء رضاي ومباركة ذلك؛ لا أساس له من الصحة.

وقال في المنشور: (ولسنا نستغرب هذه الحملة الشرسة على هذا المركز من قبل الحجوري وأذنابه).

والجواب: حسبنا الله ونعم الوكيل، فلا أدري أي حملة صدرت مني لا أعلمها أنا عن نفسي.

وأعجب من ذلك دعواه أنني أحد المتآمرين على هذه الدعوة! الله يعلم من فوق عرشه ثم كل منصف يعلم أن هذا كذب، والحمد لله أنني من أشد من أبلي من أجل هذه الدعوة لله عز وجل، ومن أجله سبحانه.

والقضية في الخلاف المذكور قضية لها عدد سنين، قد اطلع سائر الناس على مضمونها بما حاصله: أنني وإخواني فيها مظلومون، ولم يضرنا ذلك الظلم ولله الحمد، وقد جاء من حديث أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه وهو حسن بشواهده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «وَلا ظُلِمَ عَبْدُ مَظْلَمَةً صَبَرَ عَلَيْهَا، إِلا زَادَهُ اللَّهُ بِهِ عِزًّا».

وأما قوله: (أنني وعدت طلاب العلم خاصة الغرباء ببناء مركز، ومساكن لهم بعد خروجهم من دماج، ولما وصلوا إلى صنعاء تركتهم في شوارع صنعاء حتى أن الواحد منهم لا يجد مكاناً يؤويه).

فهذا غير صحيح البتة، وإنما لما ضاق الحال، وألجأنا إلى فراق دار الحديث الحبيبة اضطررنا إلى ذلك الإتفاق المنشور في ورقة الصلح؛ المتضمن بعض الالتزامات لنا جميعا من لجنة الوساطة الرئاسية ليقوموا به هم.

 فأين في هذا أنني وعدتهم أو غيرهم ببناء سكن لهم؟!، وليس هذا في وسعي، ولا عشر معشاره، ولكن كان لنا نية علمها الجميع أننا نجعل لنا خياماً في محافظة الحديدة حتى ييسر الله لنا أن نبني كل بما يسره الله له من جهد، كما قامت جهود الدعوة بعد توفيق الله عز وجل في دماج، فشاء الله نزولنا في صنعاء على غير ميعاد.

مع ما نؤمله ولا زلنا من الدولة وفقها الله ووساطة اللجنة الرئاسية بمزيد من رعايتنا كوننا ولله الحمد مواطنون صالحون، والوفاء بما وعدونا عملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»، وقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [المائدة:1].

هذا وإني ولله الحمد لا أزال متجشماً إيجار سكنات إخواني الغرباء في صنعاء كل شهر، ولم أتركهم في شوارع صنعاء، بل هم محتضنون حفظ الله الجميع عندي، وفي مراكز السنة تحت تفقدي بجهد المقل، لقوله تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن: 16] وهم وغيرهم يعلم ذلك.

وذلك مما بقي بعد الذي صرف في دفعنا لبغي الرافضة عنا مما يسره الله تعالى من تعاون أهل الخير أيام الحصار، زادهم الله خيراً.

ومنه: ما يسره الله عز وجل شهريا من ذلك الوقت إلى الآن من المساعدات القليلة لطلاب العلم.

ومنه: شراء قطعة أرض صغيرة بصنعاء بجانب مسجد الفتح الذي ندرس فيه وبني فيها فرن ومطبخ، وهنجر سكن لطلبة العلم العزاب.

ومنه: هيئ مكان طيب لكتب البحث العلمي ونحن في سعينا لإيجاد مكتبة فيه.

وسكن آخر لإخواننا الجرحى وهم فيه الآن، وآخر ضمن المسجد كون المسجد صار ضيقاً بطلاب العلم.

ومنه: سكن أهلي في مكان وقف لا أملك منه إلا السكنى كما يسكن المدرس، وإمام المسجد، وحتى المؤذن، وإلا فكيف أستطيع التفرغ لتعليم إخواني طلاب العلم بغير مأوى. وشأنه كسائر ما أتى الله به للدعوة تحت نظري.

ولو تيسر لي من فضله سبحانه لشريت سكنات لطلاب العلم يسكنون فيها وقفاً حتى يستقرون ويطلبون العلم، وينفع الله بهم، وأسأله سبحانه أن يؤويهم.

وأما السيارات فما اشتريت سيارة واحدة بل قد بعت بعض السيارات للنفقة على طلاب العلم، وإيجارات الغرباء، وإصلاح بعض شئون المسجد وأمور الدعوة وهذا أرجوا أنه من خير أعمالي، التي أتوسل بها إلى ربي عند الشدائد.

وقوله: (أنه حصل بيني وبين إخواني في صنعاء وحجور مهاترات على بعض الأموال يندى لها الجبين).

هذا غير صحيح، غاية ما فيه أن بعض الناس لهم أشياء أخذت منهم عن طريق العهدة أو العارة، حتى انتهاء المقصود، وتعاد لأمور إلى نصابها، كما هو تعاون وتعامل الأخ مع أخيه، وهذه أعمال صحيحة ودليل نوايا صالحة إن شاء الله تعالى.

وتعبير: (أنه إن كان عندي ذرة حياء أنا وإخواني الذي وصفوا أعزهم الله بهداه بالأذناب)، ومفهومه أننا والحال الذي يتخيله عنا الآن لا نتصف بالحياء رمينا بهذا ظلم عظيم يظهر عند تأمل الحديث الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الْحَيَاءُ وَالإِيمَانُ قُرِنَا جَمِيعًا، فَإِذَا رُفِعَ أَحَدُهُمَا رُفِعَ الآخَرُ».

وقوله: (لا يذكر دماج بخير ولا بشر)، أقول: هذا الإطلاق غير صحيح، فإن الله عز وجل يقول: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ [التوبة:105] فإن رأى الناس خيراً وصفاء وسنة سيذكر به، وإن رأوا غير ذلك سيذكر به للآية المذكورة وغيرها من الأدلة.

هذا وإني شاكر لإخواني الأحبة الأفاضل من أهل دماج وغيرهم حفظهم الله الذين سرنا وإياهم في خندق واحد في نصرة هذه الدعوة والنفاح عنها في حرب وسلم ولم يصدر عنهم من قبل ولا من بعد مثل هذا الكلام الباطل

وقد وجد مؤخراً بعض من التحق بحزب الرشاد أو غيره ممن كنا نحن والدعوة في دماج بطلابها وخيارها من أهل البلاد وغيرهم في شق، وهم في آخر.

حتى عُلم أن بعض الناس منذ بداية الحصار على دماج وشدة الجرح والقتل والضرب على الدار وذويها من أهل البلاد حفظ الله الجميع. وآخرون ليس لهم تعاون يذكر في الدفاع عن الدار وأهلها وأنصارها، أصلحهم الله.

وقولك: (رحم الله امرأ عرف قدر نفسه)، هذا كلام لو عملت بمضمونه لنفعك الله به على ما دل عليه حديث أبي هريرة رضي الله عنه في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ» لكن الملحوظ عنك هنا زهوا وإعجاب لعله كان السبب في صدور هذا الكلام الطائش، وحرمانك التوفيق فيه.

أسأل الله أن يلهمنا وإياك رشدنا، ويقينا شرور أنفسنا، وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

كتبه:

يحيى بن علي الحجوري

في الثاني من شهر شعبان لعام 1435هـ).

تحميل الملف بصيغة بي دي اف bdf