بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الدرس الأول: من تفسير سُورَة حم الأَحْقَافِ من
كتاب تفسير القرآن من صحيح الإمام البخاري
سُورَةُ حم الأَحْقَافِ
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: ﴿تُفِيضُونَ ﴾ [يونس: 61]: «تَقُولُونَ»
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: " أَثَرَةٍ وَأُثْرَةٍ وَأَثَارَةٍ: بَقِيَّةٌ مِنْ
عِلْمٍ " وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ﴿بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ ﴾ [الأحقاف: 9]:
«لَسْتُ بِأَوَّلِ الرُّسُلِ» وَقَالَ غَيْرُهُ: ﴿أَرَأَيْتُمْ
﴾ [الأنعام: 46]:
" هَذِهِ الأَلِفُ إِنَّمَا هِيَ تَوَعُّدٌ، إِنْ صَحَّ مَا تَدَّعُونَ لاَ
يَسْتَحِقُّ أَنْ يُعْبَدَ، وَلَيْسَ قَوْلُهُ: ﴿أَرَأَيْتُمْ
﴾ [الأنعام: 46]:
بِرُؤْيَةِ العَيْنِ، إِنَّمَا هُوَ: أَتَعْلَمُونَ، أَبَلَغَكُمْ أَنَّ مَا
تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ خَلَقُوا شَيْئًا؟ "
بَابُ ﴿وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ:
أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ القُرُونُ مِنْ قَبْلِي
وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ، وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ،
فَيَقُولُ: مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ﴾ [الأحقاف:
17]
4827 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ
إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ
مَاهَكَ، قَالَ: كَانَ مَرْوَانُ عَلَى الحِجَازِ اسْتَعْمَلَهُ مُعَاوِيَةُ
فَخَطَبَ، فَجَعَلَ يَذْكُرُ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ لِكَيْ يُبَايَعَ لَهُ
بَعْدَ أَبِيهِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ أَبِي بَكْرٍ شَيْئًا، فَقَالَ: خُذُوهُ، فَدَخَلَ بَيْتَ عَائِشَةَ فَلَمْ يَقْدِرُوا، فَقَالَ مَرْوَانُ:
إِنَّ هَذَا الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ، ﴿وَالَّذِي
قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي﴾ [الأحقاف: 17]،
فَقَالَتْ عَائِشَةُ مِنْ وَرَاءِ الحِجَابِ:
«مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِينَا شَيْئًا مِنَ القُرْآنِ
إِلَّا أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ عُذْرِي»
عصر يوم الجمعة 3 ربيع الثاني 1444هجرية
مسجد إبراهيم _شحوح _ سيئون