الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ -
الصوتيات

شرح حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه في حجة النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -

13-10-2010 | عدد المشاهدات 8519 | عدد التنزيلات 2189

 

بسم الله الرحمن الرحيم
 
 شرح حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه في حجة النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -
 
في هذه الشرح كثيرٌ من:
 الفوائد
والمسائل
 والأحكام
  والتنبيهات
 التي طرقها شيخنا يحيى حفظه الله
 
تنبيه: هذه المادة عبارة عن أسئلة في أحكام ومسائل الحج
 
سجلت هذه المادة في 1 شوال 1425هـ
 
تنبيه: هذا الجزء الأول من شرح صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم
وتكملة الشرح في الجزء الثاني
 
حجة النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-

قال الإمام مسلم رحمه الله: حدّثنا أبوبكر بن أبي شيبة، وإسحق بن إبراهيم، جميعًا عن حاتم. قال أبوبكر: حدّثنا حاتم بن إسماعيل المدنيّ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه. قال: دخلنا على جابر بن عبدالله فسأل عن القوم حتّى انتهى إليّ فقلت: أنا محمّد بن عليّ بن حسين فأهوى بيده إلى رأسي فنزع زرّي الأعلى ثمّ نزع زرّي الأسفل ثمّ وضع كفّه بين ثدييّ وأنا يومئذ غلام شابّ. فقال: مرحبًا بك يا ابن أخي سل عمّا شئت، فسألته وهو أعمى، وحضر وقت الصّلاة فقام في نساجة ملتحفًا بها كلّما وضعها على منكبه رجع طرفاها إليه من صغرها ورداؤه إلى جنبه على المشجب، فصلّى بنا فقلت: أخبرني عن حجّة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فقال بيده فعقد تسعًا. فقال: إنّ رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- مكث تسع سنين لم يحجّ، ثمّ أذّن في النّاس في العاشرة أنّ رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- حاجّ، فقدم المدينة بشر كثير، كلّهم يلتمس أن يأتمّ برسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ويعمل مثل عمله، فخرجنا معه حتّى أتينا ذا الحليفة فولدت أسماء بنت عميس محمّد بن أبي بكر، فأرسلت إلى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كيف أصنع؟ قال: ((اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي)) فصلّى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في المسجد، ثمّ ركب القصواء حتّى إذا استوت به ناقته على البيداء نظرت إلى مدّ بصري بين يديه من راكب وماش وعن يمينه مثل ذلك، وعن يساره مثل ذلك، ومن خلفه مثل ذلك، ورسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بين أظهرنا وعليه ينْزل القرآن وهو يعرف تأويله، وما عمل به من شيء عملنا به، فأهلّ بالتّوحيد: ((لبّيك اللّهمّ لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك، إنّ الحمد والنّعمة لك والملك، لا شريك لك)) وأهلّ النّاس بهذا الّذي يهلّون به، فلم يردّ رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- عليهم شيئًا منه، ولزم رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- تلبيته قال جابر رضي الله عنه: لسنا ننوي إلا الحجّ لسنا نعرف العمرة، حتّى إذا أتينا البيت معه استلم الرّكن فرمل ثلاثًا ومشى أربعًا، ثمّ نفذ إلى مقام إبراهيم عليه السّلام فقرأ: (( واتّخذوا من مقام إبراهيم مصلًّى)) فجعل المقام بينه وبين البيت، فكان أبي يقول: ولا أعلمه ذكره إلا عن النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كان يقرأ في الرّكعتين: قل هو الله أحد وقل يا أيّها الكافرون ثمّ رجع إلى الرّكن فاستلمه، ثمّ خرج من الباب إلى الصّفا فلمّا دنا من الصّفا قرأ: ((إنّ الصّفا والمروة من شعائر الله)) أبدأ بما بدأ الله به فبدأ بالصّفا فرقي عليه حتّى رأى البيت، فاستقبل القبلة فوحّد الله وكبّره وقال: ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده))، ثمّ دعا بين ذلك قال مثل هذا ثلاث مرّات، ثمّ نزل إلى المروة حتّى إذا انصبّت قدماه في بطن الوادي سعى، حتّى إذا صعدتا مشى حتّى أتى المروة ففعل على المروة كما فعل على الصّفا، حتّى إذا كان آخر طوافه على المروة فقال: ((لو أنّي استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي وجعلتها عمرةً، فمن كان منكم ليس معه هدي فليحلّ وليجعلها عمرةً)) فقام سراقة بن مالك بن جعشم فقال: يا رسول الله ألعامنا هذا أم لأبد؟ فشبّك رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أصابعه واحدةً في الأخرى، وقال: ((دخلت العمرة في الحجّ)) مرّتين ((لا، بل لأبد أبد)) وقدم عليّ من اليمن ببدن النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فوجد فاطمة رضي الله عنها ممّن حلّ ولبست ثيابًا صبيغًا واكتحلت فأنكر ذلك عليها. فقالت: إنّ أبي أمرني بهذا. قال: فكان عليّ يقول بالعراق: فذهبت إلى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- محرّشًا على فاطمة للّذي صنعت مستفتيًا لرسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فيما ذكرت عنه، فأخبرته أنّي أنكرت ذلك عليها. فقال: ((صدقت صدقت، ماذا قلت حين فرضت الحجّ))؟ قال: قلت: اللّهمّ إنّي أهلّ بما أهلّ به رسولك، قال: فإنّ معي الهدي، فلا تحلّ. قال: فكان جماعة الهدي الّذي قدم به عليّ من اليمن والّذي أتى به النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- مائةً. قال: فحلّ النّاس كلّهم وقصّروا إلا النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ومن كان معه هدي، فلمّا كان يوم التّروية توجّهوا إلى منًى، فأهلّوا بالحجّ، وركب رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فصلّى بها الظّهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر

تابع بقية الشرح في الجزء الثاني