السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ -
الصوتيات

الدرس التاسع والثلاثون من: (كتاب التوحيد) من: (الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين) للإمام الوادعي رحمه الله

26-08-2014 | عدد المشاهدات 2651 | عدد التنزيلات 1266

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الدرس التاسع والثلاثون من: (كتاب التوحيد) من: (الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين) للإمام الوادعي رحمه الله

 

قال الإمام الوادعي رحمه الله (ج6 ص272):

 

5- جزاء من أعرض عن التوحيد

 

٤٤٦۲- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج٣ ص٤٨١): حدثنا عفان، قال: حدثنا سلام أبو المنذر، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، عن الحارث بن حسان، قال: مررت بعجوز بالربذة منقطع بها، من بني تميم، قال: فقالت: أين تريدون؟ قال: فقلت: نريد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: فاحملوني معكم، فإن لي إليه حاجة، قال: فدخلت المسجد فإذا هو غاصٌّ بالناس، وإذا راية سوداء تخفق، فقلت: ما شأن الناس اليوم؟ قالوا: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يبعث عمرو بن العاص وجها. قال: فقلت: يا رسول الله، إنْ رأيت أن تجعل الدهناء حجازا بيننا وبين بني تميم فافعل ؛ فإنها كانت لنا مرة. قال فاستوفزت العجوز وأخذتها الحمية، فقالت: يا رسول الله أين تضطر مضرك؟ قلت: يا رسول الله، حملت هذه ولا أشعر أنها كائنة لي خصما. قال: قلت: أعوذ بالله أن أكون كما قال الأول. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وما قال الأول؟»، قال: على الخبير سقطت. -يقول سلام: هذا أحمق يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: على الخبير سقطت-. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هيه» يستطعمه الحديث، قال: إن عادا أرسلوا وافدهم قيلا، فنزل على معاوية بن بكر شهرا، يسقيه الخمر وتغنيه الجرادتان، فانطلق حتى أتى على جبال مهرة

فقال: اللهم إني لم آت لأسير أفاديه، ولا لمريض فأداويه، فاسق عبدك ما كنت ساقيه، واسق معاوية بن بكر شهرا. يشكر له الخمر التي شربها عنده، قال: فمرّت سحابات سود فنودي: أن خذها رمادا رِمْدِدًا، لا تَذَر من عاد أحدًا.

قال أبو وائل: فبلغني أن ما أرسل عليهم من الريح كقدر ما يجري في الخاتم.

 

حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثني أبو المنذر سلام بن سليمان النحوي، قال: حدثنا عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن الحارث بن يزيد البكري، قال: خرجت أشكو العلاء بن الحضرمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمررت بالربذة، فإذا عجوز من بني تميم منقطع بها، فقالت لي: يا عبد الله، إن لي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجة، فهل أنت مبلغي إليه؟ قال: فحملتها، فأتيت المدينة فإذا المسجد غاص بأهله، وإذا راية سوداء تخفق، وبلال متقلد السيف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: ما شأن الناس؟ قالوا: يريد أن يبعث عمرو بن العاص وجها. قال: فجلست. قال: فدخل منزله -أو قال: رحله- فاستأذنت عليه، فأذن لي، فدخلت فسلمت، فقال: «هل كان بينكم وبين بني تميم شيء» قال: فقلت: نعم. قال: وكانت لنا الدائرة عليهم، ومررت بعجوز من بني تميم منقطع بها، فسألتني أن أحملها إليك، وها هي بالباب. فأذن لها فدخلت، فقلت: يا رسول الله، إن رأيت أن تجعل بيننا وبين بني تميم حاجزا فاجعل الدهناء. فحميت العجوز واستوفزت، قالت: يا رسول الله، فإلى أين تضطر مضرك؟ قال: قلت: إنما مثلي ما قال الأول: معزاء حملت حتفها، حملت هذه ولا أشعر أنهاكانت لي خصما، أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد. قال: «هيه وما وافد عاد؟» وهو أعلم بالحديث منه، ولكن يستطعمه، قلت: إن عادا قحطوا، فبعثوا وافدا لهم يقال له قَيْلٌ، فمر بمعاوية بن بكر فأقام عنده شهرا، يسقيه الخمر وتغنيه جاريتان، يقال لهما: الجرادتان، فلما مضى الشهر خرج جبال تهامة فنادى: اللهم إنك تعلم أني لم أجئ إلى مريض فأداويه، ولا إلى أسير فأفاديه، اللهم اسق عادا ما كنت تسقيه. فمرت به سحابات سود فنودي منها: اختر. فأومأ إلى سحابة منها سوداء، فنودي منها: خذها رمادا رمددا لا تبق من عاد أحدا. قال: فما بلغني أنه بعث عليهم من الريح إلا قدر ما يجري في خاتمي هذا، حتى هلكوا. قال أبو وائل: وصدق، قال فكانت المرأة والرجل إذا بعثوا وافدا لهم قالوا: لا تكن كوافد عاد.

 

قال الإمام الوادعي: هذا حديث حسن.

 

 

ظهر الثلاثاء 30 شوال 1435هـ