حكم تأخير أذان المغرب بعد ثبوت الغروب احتياطًا وخاصة في رمضان(1)

حكم تأخير أذان المغرب بعد ثبوت الغروب احتياطًا وخاصة في رمضان(1)
السؤال: هل يجوز تأخير أذان المغرب بعد التأكد من غروب الشمس بمقدار خمس دقائق أو عشر دقائق أو ربع ساعة في رمضان أو غيره احتياطًا؟
الإجابة:
لا يجوزذلاك؛ إذ أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ?إذا أقبل الليل من هاهنا وأشار بيده إلى المشرق- وأدبر النهار من هاهنا وأشار بيده إلى جهة المغرب- وغربت الشمس فقد أفطر الصائم?(2)، وقال عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه: كنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم في سفر في شهر رمضانَ، فلما غابت الشمسُ قال: ?يا فلانُ! انزل فاجْدحْ لنا?، قال: يا رسولَ الله! إِنَّ عليك نهارًا، قال: ?انزلْ فاجْدَحْ لنا?، قال: فنزل فَجَدَحَ، فأُتيَ به، فشرب النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قال بيديه: ?إِذا غابتِ الشمسُ من هاهنا، وجاء الليل من هاهنا، فقد أفطر الصائمُ?.. وفي رواية قال: كُنَّا مع رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم في سفر، فلما غابتِ الشمسُ قال لرجل: انزلْ فاجْدَحْ لنا، قال: يا رسولَ الله! لو أمسيتَ!! فقال: ?انزلْ فاجْدَحْ لنا?، فقال: إِنَّ علينا نهارًا، فنزل فجدَح له، فشرب ثم قال: ?إِذا رأيتم الليلَ قد أقبل من هاهنا وأَشار بيده نحو المشرق فقد أفطر الصائمُ?. أخرجه مسلم(3).
ومعنى (جدح) أي: خلط له لبنًا بماء فشرب.
وقال عليه الصلاة والسلام: ?سيكون عليكم أمراء يؤخرون الصلاة عن وقتها، فإذا كان ذلك فصلوا الصلاة في وقتها، واجعلوها سبحة?(4)، فأمر أن تصلى الصلاة في وقتها، وإذا كانوا يظلمون ويُخاف من شرهم يُصلى معهم بعد ذلك بنية النافلة، فالصلاة في وقتها واجبة؛ قال الله سبحانه: ﴿إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾; [النساء:103]، وهذا التحري إلى طلوع بعض النجوم محدث من محدثات الشيعة، وإلا فالمسلمون أهل الحق على أنه إذا غربت الشمس وأقبل الليل أفطر الصائم للأدلة المذكورة.
ومن ضلال الشيعة أن الهاشمية لا يجوز لغير الهاشمي أن يتزوج بها، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر فاطمة بنت قيس وهي القرشية أن تتزوج بأسامة بن زيد مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم(5)، والله جل في علاه يقول: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا﴾; [الفرقان:54].. فالكفاءة في الدين، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ?يا بني بياضة! أنكحوا أبا هند وانكحوا إليه?(6)، وبنو بياضة بطن من الأنصار وأبو هند كان رجلًا حجامًا، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ?إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير?(7)، والحديث حسن بشواهده، وهؤلاء يجيزون لأنفسهم أن يتزوجوا من القبائل ولا يجيزوا للقبيلي أن يتزوج بهاشمية، ويجيزون المتعة والمتعة منسوخة..
الكفاءة في الدين ليست في كثرة المال ولا في المنصب ولا في الجاه ولا لأن هذا من آل البيت.. وانظروا إلى دسائس هؤلاء الشيعة!! إذا عقد يقول: تزوج فلان الحرة فلانة بنت فلان، حتى في الكتابة يريد أن يميز بين الحرة وبين الشريفة، فيكتب في عقد تلك (حرة) وفي عقد الأخرى (شريفة)، وهذا التمييز ما أنزل الله به من سلطان؛ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ﴾; [الحجرات:13]، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبيلي من قبيلة قريش، وقال الله سبحانه: ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾; القبائل العرب، والشعوب العجم.. أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب.. وغيرهم من المهاجرين والأنصار قبائل..
فالحذر من اتّباع هؤلاء الشيعة الضلال؛ قال تعالى: ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً﴾; [البقرة:166-167] يعني: لو نرجع إلى الدنيا، ما يرجعون، ما يرجع أحد مات، نعم، وقال عز من قائل: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾; [البقرة:167] انظر، وهكذا قول الحق تعالى: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ * قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنتُمْ مُجْرِمِينَ * وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ﴾; [سبأ:31-33] أنتم تمكرون بنا وتغشونا وتخدعونا وتلبسون علينا، قال جل في علاه: ﴿بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الأَغْلالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾; [سبأ:33] كلهم للنار، التابع والمتبوع.
وقال جل جلاله في كتابه الكريم: ﴿يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا * إِنَّ اللهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا﴾; [الأحزاب:63-64]، وقال سبحانه: ﴿رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا﴾; [الأحزاب:68] يتلاعنون، يعذبون جميعًا التابع والمتبوع ويتلاعنون في ذلك الموقف، وقال تبارك اسمه وتعالى جده: ﴿فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ﴾; [الصافات:50]، وقال جل ثناؤه: ﴿قَالَ تَاللهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ * وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِين * أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ * إِلَّا مَوْتَتَنَا الأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ * أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ﴾; [الصافات:56-62]، (تالله) يمين وقسم.
*/حاشية/ـــــــــــــــــــ
(1) ) الفرقان في الأجوبة على أسئلة أهل عمران-2، بتاريخ: ليلة الأحد 5 ذي الحجة 1422ه‍.. دماج - دار الحديث.
(2) ) رواه البخاري رقم (1954)، ومسلم رقم (1100).
(3) ) مسلم رقم (1101).
(4) ) حديث شداد بن أوس، عند أحمد (ج4ص124)، وفيه: راشد بن داود، وللحديث شواهد. وجاء عن عبادة بن الصامت بنحوه، وهو في مسلم رقم (648).
(5) ) رواه مسلم رقم (1480).
(6) ) رواه أبو داود (ج6ص129)، وهو في الصحيح المسند رقم (1368)، عن أبي هريرة.
(7) ) رواه الترمذي رقم (1084)، وابن ماجة رقم (1967).

حكم تأخير أذان المغرب بعد ثبوت الغروب احتياطًا وخاصة في رمضان(1)

شارك هذا المحتوى