فهرس الكتاب
هذا العلم دين.
هذا العلم دين.
قال الإمام مسلم رحمه الله (1/14).
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ وَهِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدٍ وَحَدَّثَنَا فُضَيْلٌ عَنْ هِشَامٍ قَالَ وَحَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ حُسَيْنٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: (إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ).
وثبت عن الإمام الشافعي رحمه الله في آداب الشافعي لابن أبي حاتم (97) أنه قال (طلب العلم أفضل من صلاة النافلة).
قلت: وذلك لأن النافلة نفعها مقصور على صاحبها، أما العلم فنفعه لصاحبه ولعموم الناس.
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه (العالم والمتعلم في الأجر سواء وسائر الناس همج) أخرجه أحمد في الزهد رقم (726) وهو حسن.
وما أحسن قول الإمام أحمد رحمه الله كما في الإنصاف (4/123) العلم لا يعدله شيء لمن صحت نيته اهـ.
قال الزهري رحمه الله (كان من مضى من علمائنا يقولون الإعتصام بالسنة نجاة، والعلم يقبض قبضًا سريعًا فنعش العلم ثبات الدين والدنيا، وفي ذهاب العلم ذهاب ذلك كله) أخرجه اللالكائي (136)، والدارمي في مقدمة سننه (96) وأبو نعيم في الحلية (3/369) من طريق الأوزاعي عن يونس بن يزيد عن الزهري، وهذا سند صحيح.
ولما كان العلم الشرعي وأهله بهذه المنزلة الرفيعة فإن من أخذ منه شيئًا وانحرف ربما تسبب في انحراف من انخدع به من دهماء الناس وطغامهم وكما قيل:
إن الفقيه إذا غوى وأطاعه
مثل السفينة إذا هوت في لجة
قوم غووا معه فضاع وضيع
تغرق ويغرق كل من فيها معا
لذلك رأينا وجوب نصح الخادعين والمخدوعين من هذه الأصناف من باب قول الله تعالى: ﴿قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾; [لأعراف:164].
وهذا بيان ذلك.
شارك هذا المحتوى
ساهم في نشر العلم والدال على الخير كفاعله