فهرس الكتاب
علماء السوء أراذل
علماء السوء أراذل
قال الإمام ابن ماجة رحمه الله رقم (4015) في الفتن باب قوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ﴾; [المائدة:105].
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ الْخُزَاعِيُّ حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَيْدٍ حَفْصُ بْنُ غَيْلَانَ الرُّعَيْنِيُّ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ مَتَى نَتْرُكُ الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنْ الْمُنْكَرِ؟ قَالَ: «إِذَا ظَهَرَ فِيكُمْ مَا ظَهَرَ فِي الأُمَمِ قَبْلَكُمْ» قُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا ظَهَرَ فِي الأُمَمِ قَبْلَنَا؟ قَالَ: «الْمُلْكُ فِي صِغَارِكُمْ وَالْفَاحِشَةُ فِي كِبَارِكُمْ وَالْعِلْمُ فِي رُذَالَتِكُمْ» قَالَ زَيْدٌ: تَفْسِيرُ مَعْنَى قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عله وسلم وَالْعِلْمُ فِي رُذَالَتِكُمْ إِذَا كَانَ الْعِلْمُ فِي الْفُسَّاقِ. قال البوصيري إسناده صحيح.
وأخرجه أحمد في المسند (3/187) وابن وضاح في البدع والنهي عنها (71) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (6646) تحفة الأخيار والبيهقي في شعب الإيمان (7555) وأبو نعيم في الحلية (5/185) وابن عدي في الكامل (2/394).
من طريق الهيثم بن حميد عن حفص بن غيلان به، وهذا سند حسن الهيثم ثقة، وحفص صدوق، ومكحول ثقة سمع من أنس كما في تحفة التحصيل لابن العراقي إلا أنه مدلس ذكره الحافظ من الطبقة الثالثة وقد عنعن في هذه المصادر كلّها ففي النفس من عنعنته شيء.
وله شاهد عند الطبراني في الأوسط رقم (144) وقال لم يرو هذا الحديث عن الأعمش إلا عمار بن سيف ولا عن عمار إلا ابو سعيد التغلبي تفرد (عنه) يحيى بن سليمان الجعفي اهـ.
قلت: وهذا سند ضعيف، عمار بن سيف ضعيف والتغلبي محمد بن سعد منكر الحديث كما في ترجمتهما من التهذيب.
قال السندي رحمه الله في حاشية سنن ابن ماجة: «في رذالتكم» أي فيمن لا يعمل به ولا يريده إلا لأثر الدنيا اهـ.
وقال الطحاوي فتأملنا هذا الحديث فكأن ذلك عندنا والله اعلم هو ما في الحديث الذي رويناه فيما تقدم في كتابنا هذا عن ابن مسعود وأبي مسعود وأبي موسى عن النبي صلى الله عله وسلم «أن بني إسرائيل كان أحدهم يرى من صاحبه الخطيئة فينهاه تعذيرًا فإذا كان من الغد جالسه وآكله وشاربه كأنه لم يره على خطيئة بالأمس فضرب قلوب بعضهم على بعض ثم لعنهم».. فبان بذلك أن الزمان الذي يكون أهله ملعونين ونعوذ بالله من ذلك الزمان الذي يكون لا معنى لأمرهم بالمعروف ولا لنهيهم عن منكر اهـ المراد.
شارك هذا المحتوى
ساهم في نشر العلم والدال على الخير كفاعله