فهرس الكتاب
علماء السوء لهم أساليب في التزلف واستغلال عواطف المسئولين.
علماء السوء لهم أساليب في التزلف واستغلال عواطف المسئولين.
فهذا عمرو بن عبيد بن باب شيخ القدرية والمعتزلة متروك صاحب بدعة؛ كان يشتم الصحابة ويكذب في الحديث، قال ابن كثير في البداية والنهاية (13345) والذهبي في الميزان.
عن عبيد الله بن معاذ عن أبيه أنه سمع عمرو بن عبيد روي له حديث ابن مسعود الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ «إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يُرْسَلُ الْمَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ بِكَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ..» الحديث.
فقال عمرو بن عبيد لو سمعت الأعمش يقول هذا لكذبته ولو سمعته من زيد بن وهب لما صدقته ولو سمعت ابن مسعود يقوله ما قبلته ولو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا لرددته ولو سمعت الله يقول هذا لقلت ليس على هذا أخذت ميثاقنا.
قال ابن كثير وهذا من أقبح الكفر لعنه الله إن كان قال هذا.
ومع هذا فقد كان يظهر الزهد تزلّفًا، وبذلك حظي عند الأمير أبي جعفر المنصور لأنه كان يفد مع القراء فيعطيهم القراء فيأخذون ولا يقبل عمرو منه شيئًا، فكان ذلك يعجب المنصور لأنه كان بخيلاً وكان يقول:
كلكم يمشي رويد كلكم يطلب صيد
غيرعمرو بن عبيد.
قال ابن كثير: ولو تبّصر المنصور لعلم أن كل واحد من أولئك القراء خيرٌ من ملئ الأرض مثل عمرو بن عبيد والزهد، لا يدل على صلاح فإن بعض الرهابين قد يكون عنده من الزهد ما لا يطيقه كثير من المسلمين في زمانه. وقد رأيت له منامات قبيحة، وقد طول شيخنا في تهذيبه«1» ترجمته ولخصنا حاصلها في كتابنا التكميل وإنما أشرنا هاهنا إلى نبذة من حاله ليعرف فلا يعتبر به اهـ المراد.
وما أحسن قول ابن القيم رحمه الله: في كتابه الفوائد (249):
علماء السوء جلسوا على باب الجنة يدعون إليها الناس بأقوالهم، ويدعونهم إلى النار بأفعالهم! فكلما قالت أقوالهم للناس: هلموا، قالت أفعالهم: لا تسمعوا منهم!! فلو كان ما دعوا إليه حقًا كانوا أول المستجيبين له، فهم في الصورة أدلاء، وفي الحقيقة قطاع طرق.
______________________
(1) ) أي الحافظ المزي ترجم له في تهذيب الكمال.
شارك هذا المحتوى
ساهم في نشر العلم والدال على الخير كفاعله