فهرس الكتاب
عدم العمل بالعلم ضلال
عدم العمل بالعلم ضلال
قال الإمام أحمد رحمه الله 06/26).
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ الْحِمْصِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عله وسلم ذَاتَ يَوْمٍ فَنَظَرَ فِي السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ: «هَذَا أَوَانُ الْعِلْمِ أَنْ يُرْفَعَ» فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ: أَيُرْفَعُ الْعِلْمُ يَا رَسُولَ اللهِ وَفِينَا كِتَابُ اللهِ وَقَدْ عَلَّمْنَاهُ أَبْنَاءَنَا وَنِسَاءَنَا؟ فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عله وسلم «إِنْ كُنْتُ لأَظُنُّكَ مِنْ أَفْقَهِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ» ثُمَّ ذَكَرَ ضَلالَةَ أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ وَعِنْدَهُمَا مَا عِنْدَهُمَا مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَلَقِيَ جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ شَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ بِالْمُصَلَّى فَحَدَّثَهُ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ فَقَالَ: صَدَقَ عَوْفٌ ثُمَّ قَالَ وَهَلْ تَدْرِي مَا رَفْعُ الْعِلْمِ قَالَ قُلْتُ لاَ أَدْرِي قَالَ: ذَهَابُ أَوْعِيَتِهِ قَالَ وَهَلْ تَدْرِي أَيُّ الْعِلْمِ أَوَّلُ أَنْ يُرْفَعَ قَالَ قُلْتُ لاَ أَدْرِي قَالَ: الْخُشُوعُ حَتَّى لاَ تَكَادُ تَرَى خَاشِعًا، وأخرجه النسائي في الكبرى رقم (5878) من طريق ابراهيم بن علية به، وهذا سند صحيح.
وكتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم انظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عله وسلم فاكتبه فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء ولا تقبل إلا حديث النبي صلى الله عله وسلم ولتفشوا العلم ولتجلسوا حتى يعلم من لا يعلم (فإن العلم لا يهلك حتى يكون سرا)، علقه البخاري في كتاب العلم رقم الباب (34) ونقل وصله الحافظ في تغليق التعليق ونقل عن أبي نعيم قال في مستخرجه: بأن كلام عمر بن عبد العزيز انتهى عند قوله ذهاب العلماء وأن الباقي مدرج من كلام البخاري على كلام عمر بن عبد العزيز وهذا يقع له في الصحيح كثيرًا.
قلت: ضاهره أنه من كلام عمر بن عبد العزيز والقول بالإدراج يحتاج إلى حجة اقوى من هذا، والله اعلم.
وشاهدنا من الأثر آخره فإن من العمل بالعلم الصبر على تبليغه ونشره، وكتمه من عدم العمل به.
شارك هذا المحتوى
ساهم في نشر العلم والدال على الخير كفاعله