فهرس الكتاب
سؤال الله عزوجل لأهل العلم عن علمهم ماذا عملوا فيه
سؤال الله عزوجل لأهل العلم عن علمهم ماذا عملوا فيه
قال الإمام الأجري رحمه الله في كتابه أخلاق العلماء (52)
أخبرنا أبوسعيد المفضل بن محمد اليماني في المسجد الحرام، أخبرنا صامت بن معاذ، أخبرنا عبدالحميد، عن سفيان الثوري، عن صفوان بن سليم، عن عدي بن عدي، عن الصنابحي، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عله وسلم: «لا تزولُ قَدَما عبدٍ يومَ القِيامَةِ حتى يُسألَ عَن أربعِ خِصَالٍ: عَن عُمُرِهِ فِيما أفنَاه، وعَن شَبَابِهِ فِيما أَبْلَاه، وعن مَالِهِ مِن أين اكتسبَهُ وفيما أنفقهُ، وعن عِلْمِهِ ماذا عمل فيهِ».«1»
وقال رحمه الله:
أخبرنا أبوبكر جعفر بن محمد الفريابي، أخبرنا أبوبكر وعثمان ابنا أبي شيبة قالا: أخبرنا الأسود بن عامر، عن أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن سعيد بن عبدالله بن جريج، عن أبي برزة قال: قال رسول الله صلى الله عله وسلم: «لا تزولُ قدما عَبدٍ يومَ القِيامَةِ حتى يُسألَ عَن أربعٍ: عَن عُمُرِه فيما أَفْنَاه، وعن عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ» وذكر باقي الحديث.«2»
وقال رحمه الله (51):
أخبرنا الفريابي، أخبرنا محمد بن بكار القيسي، أخبرنا أبومحصن حصين بن نمير، عن حسين بن قيس، عن عطاء، عن ابن عمر، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عله وسلم قال: «لا تَزُولُ قدما ابنِ آدم يومَ القِيامَةِ حتى يُسأَلَ عن خمسِ خصالٍ: عَن عُمُرِك فِيما أفنيتَ، وعن شبابكَ فيما أبليتَ، وعن مالكَ من أين اكتسبْتَ، وفِيما أنفقتَ، وما عَمِلتَ فيما عَلِمتَ».«3»
أخبرنا الفريابي، أخبرنا قتيبة بن سعيد، وشيبان بن فروخ قالا: أخبرنا أبوعوانة، أخبرنا هلال بن أبي حميد، وقال قتيبة: عن هلال الهوزان، عن عبدالله بن عكيم، قال: سمعت ابن مسعود في هذا المسجد، -يعني مسجد الكوفة- بدأ باليمين قبل أن يحدثنا فقال: والله ما مِنكم مِن أحدٍ إلا وإِنَّ ربَّه سيخلُو بِهِ كما يَخلُو أحدكم بالقمرِ لَيلَةَ البدرِ، ثم يقول: يا ابن آدم ما غرَّك بي ثلاث مرار، ماذا أجبتَ المُرسلين، كيف عَمِلتَ فِيما عَلِمتَ.«4»
أخبرنا يحيى بن محمد بن صاعد، أخبرنا الحسين بن الحسن المروزي، أخبرنا عبدالله بن المبارك، أخبرنا سليمان ابن المغيرة، عن حميد بن هلال، قال: قال أبوالدرداء: إن أخوف ما أخاف إذا وقفت على الحساب أن يقال: قد عَلِمتَ فماذا عَمِلتَ فيما عَلِمتَ؟. «5»
أخبرنا أبوبكر بن أبي داود، أخبرنا بندار محمد بن بشار، أخبرنا عبدالرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن حبيب بن عبيد، قال: قال أبوالدرداء: لا تكون عالمًا حتى تكون بالعلم عاملاً.«6»
أخبرنا أبوبكر عبدالله بن محمد بن عبدالحميد الواسطي، أخبرنا زهير بن محمد، أخبرنا عبيدالله بن موسى، عن جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، أن أبا الدرداء قال: ويل للذي لا يعلم مرة، وويل للذي يعلم ولا يعمل سبع مرات.«7».
______________________
(1) ) المفضل ثقة إمام تقدم (ص50)، وصامت بن معاذ ضعيف له ترجمة في «لسان الميزان»، وذكره ابن حبان في «الثقات» (8/324) وقال: يهم ويغرب، وذكر الحافظ من غرائبه عن المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رفعه: «تُشَدُّ الرحال إلى أربعة مساجد» وزاد: ومسجد الجند. قال الحافظ: وهذا باطل بلا ريب، وباقي رجاله ثقات، وعبد الحميد هو ابن أبي رواد ثقة، وكذلك صفوان بن سليم، وعدي بن عدي بن عميرة ثقة فقيه، وأبوعبدالله عبدالرحمن بن عسيلة الصنابحي ثقة من كبار التابعين.
فكان علة هذا الطريق صامت بن معاذ، فقد أخرجه الدارمي رقم (566) من «مقدمة سننه» باب من كره الشهرة والمعرفة فقال رحمه الله : أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان، عن ليث، عن عدي بن عدي، عن الصنابحي، عن معاذ به موقوفًا.
وقد اضطرب فيه ليث، فتارة يرويه موقوفًا، وتارة مرفوعًا كما عند البزار رقم (3437) «كشف الأستار» من طريق قبيصة عن سفيان به بلفظ وأظنه رفعه.
وقبيصة يضعف في سفيان، فأظن هذه من أوهامه.
وقد ساق البزار بعده من طريق عبدالحميد عن ليث به، ولم يرفعه.
وهكذا أخرجه ابن أبي شيبة عن عبدالرحمن المحاربي، عن ليث به موقوفًا. والظاهر أن هذا هو الراجح.
وقد أخرجه الخطيب في «اقتضاء العلم العمل» رقم (3) من طريق ابن فضيل، عن ليث، عن عدي، عن رجاء بن حيوة، عن معاذ به موقوفًا.
وعلى كلٍّ ليث مختلط، وهذا من تخليطاته.
(2) ) فيه سعيد بن عبدالله بن جريج مولى أبي برزة، قال أبوحاتم: مجهول، وقال ابن معين: ما سمعنا أحدًا روى عنه سوى الأعمش من رواية أبي بكر بن عياش. اهـ من «الجرح والتعديل» (4/36) رقم (153).
وهذا ضعيف لجهالة مولى أبي برزة، وله طريق أخرى في «الأوسط» للطبراني (3/104) رقم (2212) فيه معروف بن خربوذ ضعيف.
(3) ) عن ابن مسعود، أخرجه الترمذي رقم (2416)، والطبراني في «الكبير» (10/9772)، وأبويعلى رقم (5271) من طريق: حصين بن نمير، عن حسين بن قيس أبي علي الرحبي، عن عطاء بن أبي رباح به.
وسنده ضعيف جدًا، حسين بن قيس هو الملقب بحنش، قال أحمد والنسائي: متروك، قال الترمذي عقب هذا الحديث: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
فهذه ثلاثة أحاديث:
1- حديث معاذ، وفيه الصامت بن معاذ ضعيف، وله طريق أخرى فيها ليث بن أبي سليم مختلط، وقد أوقفه تارة، وتردد أخرى في رفعه ووقفه، والراجح فيه الوقف، وقد اضطرب في سنده فرواه تارة عن عدي عن الصنابحي، عن معاذ، وأخرى عن عدي، عن رجاء عن معاذ، ورجاء بن حيوة لم يسمع من معاذ كما في «تحفة التحصيل».
2- حديث أبي برزة الأسلمي، وفيه سعيد بن عبدالله بن جريج مولى أبي برزة مجهول.
3- حديث ابن مسعود، وفيه حسين بن قيس الرحبي متروك.
فلا يصح الحديث بهذه الطرق، وقد حسنه بهذه الطرق بعض أهل العلم واحتجوا به، وعموم أدلة السؤال تؤيد القول بثبوته.
(4) ) سنده صحيح موقوفًا كل رجاله ثقات.
وقد أخرجه ابن المبارك في «الزهد» رقم (38)، والطبراني في «الكبير» (9/204)، والنسائي في «الكبرى» (10/403) رقم (11843)، وابن عبدالبر في «الجامع» رقم (1200) من طريق ابن المبارك، عن شريك بن عبدالله، عن هلال بن أبي حميد الوزان، عن ابن عكيم به.
(5) ) هذا منقطع بين حميد بن هلال وأبي الدرداء.
وأخرجه ابن المبارك في «الزهد» رقم (39)، وابن أبي شيبة في «الزهد» من «مصنفه» (11/311)، و أبونعيم في «الحلية» (1/213)، وابن عبدالبر في «جامع بيان العلم» رقم (1201) باب ما جاء في مسألة الله عز وجل يوم القيامة العلماء عما عملوا ...
وقد أخرجه الخطيب في «اقتضاء العلم العمل» بتحقيق العلامة الألباني رحمه الله رقم (51 و53 و54 و55) رقم (51 و53) من طريق أبي اليمان، وهلال بن محمد بن جعفر، عن حريز بن عثمان، عن عبدالرحمن بن أبي عوف، عن أبي الدرداء به.
وعبدالرحمن من شيوخ حريز وقد وثقه ابن حبان والعجلي، وقال ابن القطان: مجهول حال، وقال الحافظ وغيره «التقريب»: ثقة، وهو كما قال الحافظ، لكن لم أرَ من أثبت روايته عن أبي الدرداء.
وله متابع عند الخطيب في «اقتضاء العلم العمل» رقم (54) من طريق: دعلج بن أحمد قال: أخبرنا محمد بن علي بن زيد قال: حدثنا سعيد بن منصور، عن الحارث بن عبيد الإيادي، قال: حدثنا مالك بن دينار قال: قال أبوالدرداء فذكره.
ومن هذه الطريق أخرجه الدارمي رقم (278) باب العمل بالعلم وحسن النية وساق بعده بسند آخر إلى سفيان أنه قال: قال أبوالدرداء.
وكلاهما لم يسمع من أبي الدرداء، ولا رواية له عنه.
وله طريق أخرى عند أبي نعيم في «الحلية» (1/213 ...) من طريق: سريح بن يونس، عن الوليد بن مسلم بن يونس، عن علي بن حوشب، عن أبيه، عن أبي الدرداء، وقد اكتفيت في هذه الطريق بعنعنة الوليد بن مسلم، وأيضًا لم أرَ من الرواة عن أبي الدارداء من يسمى حوشب.
والحاصل أن طرق هذا الأثر لا تخلو من ضعف.
وأخرجه ابن عبدالبر رقم (1212) وفيه محمد بن يونس الكديمي كذاب، وميمون بن مهران يرويه عن أبي الدرداء، ولم يسمع منه.
وله طريق أخرى عند ابن عبدالبر في «جامع بيان العلم» رقم (1204) من طريق كثير بن مرة، عن أبي الدرداء به. وكثير تابعي كبير قد روى عن أبي الدرداء، فالأثر بهذه الطرق حسن والله أعلم.
(6) ) رجاله ثقات إلا أنه منقطع.
حبيب بن عبيد لم يسمع من أبي الدرداء، كما في «تحفة التحصيل».
وقد أخرجه الخطيب في «اقتضاء العلم» رقم (16) من طريق فرات بن سليمان، عن أبي الدرداء، ورقم (17) من طريق برد بن سليمان، وفي هذه الطرق ضعف، وابن عبدالبر في «الجامع» رقم (1239) من طريق ابن وهب، عن معاوية بن صالح، عن ضمرة بن حبيب، عن أبي الدرداء، وضمرة لم أرَ له رواية عن أبي الدرداء.
من هذه الطرق يحسن مع أثر أبي الدرداء قبله.
(7) ) ميمون بن مهران لم يسمع من أبي الدرداء كما تقدم.
وقد أخرجه ابن عبدالبر في «جامع بيان العلم» (1/ رقم1212)، وأحمد في «الزهد» (ص176)، والخطيب في «اقتضاء العلم العمل» رقم (66) من طريق جعفر بن برقان به.
وأخرجه الخطيب في «اقتضاء العلم» رقم (65) وسنده ضعيف، علته إسماعيل بن عمرو البجلي وهو ضعيف كما في «الميزان»، عن فرج بن فضالة هو ضعيف كما في «التقريب»، عن سليمان بن الربيع مولى العباس، عن رسول الله صلى الله عله وسلم قال: فذكره مرفوعًا، وسنده ضعيف جدًا ومنقطع.
وذكر السيوطي في «جامعه» حديثًا عن حذيفة مرفوعًا، ورمز لضعفه، وقال المناوي في «فيض القدير» (6/370): وفيه محمد بن عبدة القاضي، قال الذهبي: ضعيف وهو صدوق.
قلت: كيف يقال صدوق وقد كذبه ابن عدي، وقال الدارقطني: لا شيء كان آفة، وقال السبيعي: انكشف أمره، كما في «الميزان».
شارك هذا المحتوى
ساهم في نشر العلم والدال على الخير كفاعله