حقوق المرأة في الإسلام لا مزيد عليها
وجوب حسن الرعاية
وجوب حسن الرعاية
يقول الله تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾;.
وقال تعالى:﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى﴾;.
وقال تعالى:﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾;.
وقال تعالى:﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾;.
وأخرج البخاري رقم (893), ومسلم رقم (1829) من حديث عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «كلكم راع ومسئول عن رعيته, الإمام راع ومسئول عن رعيته, والمرأة راعية في بيتها ومسئولة عن رعيتها, والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته».
وأخرج البخاري رقم (7150), ومسلم رقم (142) من حديث معقل بن يسار قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «ما من عبد يسترعيه الله رعية لم يحطها بنصحه وفي رواية: يموت وهو غاش لرعيته إلا لم يجد رائحة الجنة»، وفي رواية: «إلا حرم الله عليه الجنة».
وأخرج مسلم رقم (1830): من حديث عائذ بن عمرو -رضي الله عنه- أنه دخل على عبيدالله بن زياد فقال له: أي بني إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «إن شر الرعاء الحطمة فإياك أن تكون منهم».
وأخرج أبوداود رقم (495), وأحمد (2/180,187): من طريق سوار بن داود أبي حمزة المزني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «مروا أبناءكم بالصلاة وهم أبناء سبع, واضربوهم عليها وهم أبناء عشر, وفرقوا بينهم في المضاجع».
وسوار هذا وثقه ابن معين، وضعفه الدارقطني، وقال الذهبي في (الميزان): ضعيف.
وللحديث شاهد عند أبي داود (494), والترمذي (407), وأحمد (3/404), من طريق عن عبدالملك عن الربيع بن سبرة عن أبيه عن جده سبرة بن معبد، وعبدالملك ضعيف وأبوه ثقة وجده صحابي, فالحديث بهاتين الطريقين حسن.
وأخرج البخاري رقم (5985), ومسلم رقم (2557), من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه».
وأخرج أحمد في (المسند) (6/159), والترمذي (2014) مختصرا من حديث عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «من أعطى حظه من الرفق فقد أعطى حظه من خير الدنيا والآخرة، وصلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار».
فهذه بعض حقوق المرأة على أقاربها.
ولم نرد استيعاب الأدلة فيما لها من الحقوق وإنما ذكرنا باختصار شيئا من حقوق المرأة وهي بنت في حجر والديها, ثم وهي زوجة في رعاية زوجها, ثم وهي أم في بر أولادها وأرحامها بما لا يكاد يوجد قطعا خير من ذلك لها.
ووالله لو علم الكفار بمحاسن هذا الدين على المرأة وغيرها لما تردد كثير منهم عن الإسلام، لكنهم يصل إليهم بصورة مشوهة ينقلها الزنادقة لقصد الطعن في الإسلام، وربما اعتمدوا على بعض أعمال عصاة المسلمين القبيحة ومعاملاتهم الشنيعة، والإسلام بريء من كل ما خالف كتاب الله وسنة رسوله من الأعمال والأقوال والمعتقدات والمعاملات السيئة، فهو دين الرحمة وقد ثبت أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «إذا أراد الله بأهل بيت خيرا من العرب أو العجم أدخل الله عليهم الرفق».
وهو دين العدالة والإنصاف، وهو دين الرفق والإخاء بين المسلمين بالاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله، وهو دين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وهو دين الله الحق الذي يقول عنه ربنا سبحانه:﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾;.
وهو الذي رضيه ربنا لجميع المكلفين أن يعبدوه به, قال تعالى:﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ﴾;.
وقال تعالى:﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً﴾;.
وهو الذي لا يرغب عنه إلا سفيه، قال تعالى:﴿وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾;.
ومما يؤسف كثيرا من المسلمين ويندى له جبين الناصحين أن كثيرا من الناس يعرضون عن هذه التعاليم الإلهية، والإرشادات النبوية، التي وعد الله عز وجل من استمسك بها بالحياة الطيبة في الدنيا والآخرة فقال تعالى:﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾;.
وقال تعالى:﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾;.
فأعرض عنه كثير من الرجال والنساء إما كليا وإما جزئيا، وتالله لا يجنون من وراء ذلك إلا نكد الدنيا والآخرة، قال تعالى:﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى﴾;.
وإن من أعظم ما فتن به الأقدمون والآخرون عن دين ربهم لهو ما لعن بسببه بنو إسرائيل، فهم من ذلك اليوم إلى يوم الدين ملعونون، وهو الذي راج وماج منذ سنين قريبة في بلادنا اليمنية التي أثنى عليها رسول الله عليه الصلاة والسلام بالحكمة والإيمان ورقة القلب من خوف الملك الديان فقال -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «الإيمان يمان والحكمة يمانية», «جاءكم أهل اليمن هم أرق قلوبا وألين أفئدة». أخرجه البخاري رقم (4390) ومسلم رقم (52).
وفي هذه الأيام نرى من بلسان حاله ومقاله يأبى هذه المناقب الدينية، ويجلب إلى البلاد تلك الأفكار الوخيمة الغربية، من تبرج واختلاط وإخراج المرأة إلى العسكرة وتحت شعار حقوق المرأة ودثار المدنية.
وإليك أخي المسلم في تحريم ذلك أدلة قطعية من أعرض عنها أصابه الله في الدنيا والآخرة بكل فتنة وبلية، فأستمد عون الله عز وجل في بيان مخاطر تلك الفتن المهلكة والكبائر الموبقة ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم.
شارك هذا المحتوى
ساهم في نشر العلم والدال على الخير كفاعله