حقوق المرأة في الإسلام لا مزيد عليها
الاختلاط بداية الانحلال
الاختلاط بداية الانحلال
وأن بني إسرائيل كانوا على حشمة، حتى اختلط نسائهم برجالهم لقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «ألا وإن فتنة بني إسرائيل كانت في النساء» وفي الباب جملة أحاديث في النهي عن ذلك.
قال الإمام البخاري رحمه الله رقم (4750) حدثنا يحيى بن بكير قال: حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود عن حديث عائشة -رضي الله عنها- زوج النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- حين قال لها أهل الإفك فذكر الحديث بطوله، وفيه قالت عائشة -رضي الله عنها-: وكان رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إذا أراد أن يخرج أقرع بين أزواجه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، قالت: فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج سهمي، فخرجت مع رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بعد ما نزل الحجاب، فأنا أحمل في هودجي وأنزل فيه، فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- من غزوته تلك وقفل ودنونا من المدينة قافلين أذن بالرحيل، فقمت حين أذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش، فلما قضيت شأني أقبلت إلى رحلي فإذا عقدي من جزع ظفار قد انقطع فالتمست عقدي وحبسني ابتغاؤه، وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون لي فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت ركبت وهم يحسبون أني فيه، وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلهن اللحم إنما تأكل العلقة من الطعام، فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه، وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا، فوجدت عقدي بعدما استمر الجيش فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب، فأممت منزلي الذي كنت به وظننت أنهم سيفقدوني فيرجعوا إلي، فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت، وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش، فأدلج فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم فأتاني فعرفني حين رآني، وكان قد رآني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي ووالله ما كلمني كلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه، حتى أناخ راحلته فوطأ على يديها فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة، حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا موعرين في نحر الظهيرة فهلك من هلك... الحديث.
وإنما ذكرنا بعضا منه لما فيه من ذكر الحجاب وحشمة النساء وبعدهن عن الاختلاط بالرجال وغير ذلك من الفوائد في هذا الموضوع وفي غيره، وهو من أعظم أدلة الفرج بعد الشدة فإن هذه الحادثة حصلت بها شدة عظيمة على رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وأصحابه ثم فرج، وشرف عظيم لمن عصمه الله من تلك الفتنة.
حديث عائشة وأسماء وأنها كانت تحسر عن خمارها إذا جاوزت الرجال وتسدل إذا حاذت وكذلك سائر نساء الصحابة وتقدم ثبوته.
حديث نظر الفضل بن العباس إلى المرأة الخثعمية، وأن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كان يصرف وجه الفضل بن العباس عن النظر إليها.
أخرجه البخاري رقم (1315) ومسلم رقم (1334).
وحديث (مشي المرأة في حافة الطريق)، وقد تقدم.
حديث ابن عباس وغيره، في صلاتهن في العيد على بعد من الرجال. وهو في (الصحيحين).
شارك هذا المحتوى
ساهم في نشر العلم والدال على الخير كفاعله